المراد بقول العلماء :" هذا حديث حسن صحيح"
قلنا إن الحديث الصحيح يختلف عن الحديث الحسن في شرط واحد وهو الضبط ، فراوي الحديث الصحيح لابد أن يكون ( تام الضبط) وراوي الحديث الحسن (خفيف الضبط)
غير أن الامام الترمذي يجمع بين الوصفين في الحكم على الحديث الواحد
فيقول : " هذا حديث حسن صحيح"
وهذا الاصطلاح مشكل لأن راوي الحديث الصحيح لابد أن يكون ( تام الضبط) وراوي الحديث الحسن (خفيف الضبط) فكيف يجتمع تمام الضبط وخفة الضبط في راو واحد ؟
زي ما قلنا عندنا نوعين مختلفين من الأحاديث
حديث صحيح وحديث حسن وكل واحد ليه تعريفه
والفرق اللي بينهم هو في تمام ضبط الراوي يعني بيحفظ الكلام كويس ولا خفيف الضبط يعني ممكن ينسى الكلام
طيب يعني إزاي الراوي يكون بيحفظ كويس وفي نفس الوقت نقول عليه مش بيحفظ كويس ؟
لكن الامام الترمذي أحيانا نلاقيه بيقول عن حديث إنه حسن صحيح
طيب ازاي
وقد أجاب العلماء على هذا الاشكال أو الاعتراض بما يلي :
ما قيل فيه :" هذا حديث حسن صحيح" إما أن يكون له إسناد واحد أو أكثر من إسناد :
يعني إيه ليه إسناد واحد أو أكثر من إسناد ؟
يعني مثلا زي ما قلنا قبل كده ممكن أكتر من واحد من الصحابة سمع الحديث ونقله للناس وفي ناس تانية رو عنهم
لنفرض مثلا إن أبو هريرة وعبد الله بن عمر سمعوا الحديث وناس تانية سمعوه
فنقول مثلا عن أحمد عن محمد عن أبو هريرة ده إسناد للحديث
ونلاقي حديث تاني يرويه علي عن حسن عن عبد الله بن عمر ( طبعا دي أسماء مش حقيقية للشرح فقط )
المهم كده بقى عندنا اسنادين للحديث نفسه
وممكن نلاقي الاسناد الأول صحيح
وإسناد الحديث الثاني حسن
وأحيانا كمان ممكن نلاقي اسناد منهم ضعيف
لكن أحيانا مش بيكون عندنا غير اسناد واحد فقط للحديث
فإن كان له إسنادان ، فإنه يكون ( صحيحا) باعتبار إسناد و ( حسنا ) باعتبار الاسناد الآخر.
مثال ذلك :
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة "
هذا الحديث أخرجه الترمذي بإسناد حسن وأخرجه البخاري بإسناد آخر صحيح
وعلى ذلك يكون معنى قول الترمذي " حسن صحيح " : ( حسن و صحيح) ولكن حذف حرف العطف.
كده ممكن نقول عن الاسناد الأول إنه حسن والاسناد الثاني صحيح
والامام الترمذي حب يوضح إن الحديث مروي بإسنادين واحد حسن والثاني صحيح وكأنه بيقول ( حديث حسن وصحيح ) بس حذف الواو
ويكون ما قيل فيه :" حسن صحيح " إن كان له أكثر من إسناد أعلى مرتبة مما قيل فيه ( صحيح) فقط إذا كان فردا ، لأن كثرة الطرق تعطي الحديث قوة.
إحنا بنقول الحديث الصحيح أعلى من الحديث الحسن
طيب الحسن الصحيح هيكون ترتيبه في القوة فين ؟
انتي لما تسمعي كلام من واحدة واثقة فيها هتصدقيه صح ؟
طيب لو عرفتي إن واحدة كمان وإن كانت ثقتك فيها أقل من الأولى قالت نفس الكلام
مش هخليكي تصدقي الخبر أكتر ؟
نفس الوضع لما يكون عندي حديث صحيح ولقيت حديث حسن بيقول نفس الكلام مش هيخليني مقتنعه أكتر بصحة الحديث ؟
إذن الحديث الحسن الصحيح ( في حالة وجود اسنادين أحدهما حسن والآخر صحيح ) يكون أعلى من الحديث الصحيح
إن كان ما قيل فيه " حديث حسن صحيح" ليس له إلا إسناد واحد وهو الذي يعبر عنه الترمذي بقوله : :" هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه "
وقد أجاب العلماء عن هذا النوع ليرفعوا عنه التعارض فقالوا :
يعني حاولوا يفسروا معنى الكلام ده وكان فيه أكثر من رأي أو تفسير
1- إن وجود الصفة العليا لا ينافي الصفة الدنيا ،( فكل صحيح حسن وليس كل حسن صحيح ) .
الصفة العليا عندنا صحيح والصفة الدنيا حسن
فلما الحديث يكون صحيح ده ممكن يدخل فيه الحسن
لكن لما يكون الحديث حسن يكون فقد شرط من الشروط الصحة وهو تمام الضبط فمقدرشي أقول عليه صحيح
فبعض العلماء بيقولوا مادام الحديثصحيح مش هيفرق معانا لو قلنا حسن صحيح لأنهم هيكونوا بنفس المعنى
2- إن الجمع بين الصحة والحسن درجة متوسطة بين الصحيح والحسن ، فما تقول فيه حسن صحيح أ على مرتبة من الحسن ودون الصحيح .
وكأنهم بيقولوا الحديث ده حاجة بين الاثنين موصلشي لدرجة الصحيح بس برضه أعلى من الحسن
3- إن ذلك يرجع إلى اختلاف علماء الجرح والتعديل في الحكم على راو في إسناد هذا الحديث ، فبعضهم يرى أنه من رجال الصحيح وبعضهم يرى أنه من رجال الحسن .
وكأنه يقول هذا حديث (حسن ) عند قوم ( صحيح) عند قوم آخرين.
أي كأنه يقول هذا حديث " حسن أو صحيح " وحذف حرف التردد.
زي ماقلنا قبل كده إن العلماء عندهم شروط للحديث الصحيح كلهم متفقين عليها وشروط فيها اختلاف
فبعض الأسانيد مكن نلاقيها صحيحة عند بعض العلماء وحسنه عند علماء تانيين
فكأن الترمذي بيقول الحديث مختلف فيه هل حسن أو صحيح بس