لياالي المغرب
عدد المساهمات : 42 نقاط : 130 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/12/2010
| موضوع: فأنت مسلم ... ولكن لا تدري السبت 01 يناير 2011, 7:43 pm | |
| فأنت مسلم ... ولكن لا تدري نمساوي ينحدر من سلالة يهودية ، أسلم ووضع كتابية الشهيرين (الإسلام على مفترق الطرق) و (الطريق إلى مكة) ولقد جاء إسلامه ردا حاسما على اليأس والضياع ، وإعلانا مقنعا على قدرة الإسلام على استقطاب الحائرين الذين يبحثون بجد عن أرواحهم ومصيرهم قصته مع الإسلام:في حوار مع بعض المسلمين ، كان (ليوبولد فايس) ينافح عن الإسلام ، ويحمل المسلمين تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري ، لأنهم قصروا في تطبيق الإسلام ، ففاجأه أحد المسلمين الطيبين بهذا التعليق: (فأنت مسلم ... ولكن لا تدري). هزت هذه الكلمة أعماقه ، ووضعته أمام نفسه التي يهرب منها ، وظلت تلاحقه من بعد حتى أثبت القدر صدق قائلها الطيب حين نطق (محمد أسد) بالشهادتين. هذه الحادثة تعلمنا ألا نستهين بخيرية وطاقات أي إنسان! فنحن لا ندري من هو الإنسان الذي سيخاطبنا القدر به ، ومن منا لم يحدث انعطافا في حياته كلمة أو موقف أو لقاء؟! من منا يستطيع أن يقاوم في نفسه شجاعة الأخذ من الكرماء؟!يقول محمد أسد: · في يوم ذهبت مع صديق إلى الجامع الأموي ، في صفوف طويلة مستقيمة كان يقف مئات من الرجال وراء الإمام ، كانوا يركعون ويسجدون فيلمسون الأرض بجباههم ثم ينهضون ثانية ، في وحدة منظمة كالجنود سواء سواء. · في تلك اللحظة أدركت مبلغ قرب هؤلاء القوم من ربهم ، إن صلاتهم لم تكن منفصلة عن يوم عملهم! قلت لصاحبي: (ما أقرب وأدهش أن تشعروا أن الله قريب منكم إلى هذا الحد! آه لو أستطيع أن أشعر نفسي هذا الشعور) · ما أجمل أن ينزل الإنسان ضيفا على العربي! أن تكون ضيفا على عربي إنما يعني نفاذك إلى صميم الحياة. · في دمشق ما أكثر ما رأيت زبونا يقف أمام دكان غاب صاحبه عنه ، فيتقدم التاجر المجاور –مزاحم!- ويبيع الزبون من بضاعة جاره لا بضاعته هو! ويترك له الثمن ، أين في أوربا يستطيع المرء أن يشاهد مثل هذه الصفقة؟! · في الإسلام لا يحق لك فحسب بل يجب عليك أيضا أن تفيد من حياتك إلى أقصى حدود الإفادة. · يهتم الإسلام اهتماما واحدا بالدنيا والآخرة ، وبالنفس والجسد ، وبالفرد والمجتمع ، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من استعداد إنه ليس سبيلا من السبل ، ولكنه السبيل الوحيد ، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هاديا من الهداة ، ولكنه (الهادي). · جاءني الإسلام متسللا كالنور إلى قلب مظلم ، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم المتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه ولست أدري حتى الآن أي جانب من الإسلام يستميلني أكثر من غيره. · من بين سائر الأديان نرى الإسلام وحده يعلن أن الكمال الفردي ممكن في الحياة الدنيا ولا يؤجل هذا الكمال إلى ما بعد إماتة الشهوات الجسدية ، ومن بين سائر الأديان نجد الإسلام وحده يتيح للإنسان أن يتمتع بحياته إلى أقصى حد من غير أن يضيع اتجاهه الروحي دقيقة واحدة... · يصف (محمد أسد) إفاضته مع الحجيج من عرفات: ها نحن أولاء نمضي عجلين مستسلمين لغبطة لا حد لها والريح تعصف في أذني صيحة الفرح: لن تعود بعد غريبا لن تعود... إخواني عن اليمين وإخواني عن الشمال ليس بينهم من أعرفه وليس فيهم من غريب فنحن في التيار المصطحب جسد واحد يسير إلى غاية واحدة وفي قلوبنا جذوة من النار التي وقدت في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يعلم إخواني أنهم قصروا ولكنهم لا يزالون على العهد سينجزون الوعد. · (لبيك الله لبيك) لم أعد أسمع شيئا سوى صوت لبيك في عقلي ودوي الدم وهديره في أذني. · ويممت وجه الله والقلب ذاكر وكان صدى لبيك يغلي بمسمعي. · إن الكعبة ترمز إلى الوحدانية والوحدة أما الطواف حولها فيرمز إلى جهود الحياة الإنسانية... · وتقدمت أطوف أصبحت جزء من سيل دائري! ... لقد أصبحت جزء من حركة في مدار! .... وتلاشت الدقائق ... وهدأ الزمن نفسه وكان هذا المكان محور العالم ... · إن الإسلام يؤكد في إعلانه أن الإنسان يستطيع بلوغ الكمال في حياته الدنيا بمفرده وذلك بأن يستفيد استفادة تامة من وجوه الإمكان الدنيوي في حياته هو. · لم يكن الذي جذبني إلى الإسلام تعليما خاصا بل ذلك البناء المجموع العجيب فالإسلام بناء تام الصنعة وكل أجزائه قد سيقت ليتم بعضها بعضا... ولا يزال الإسلام من وجهتيه الروحية والاجتماعية بالرغم من جميع العقبات التي خلفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة للهمم عرفها البشر لذلك تجمعت · رغباتي كلها حول مسألة بعثه من جديد. · الإسلام ليس فلسفة ، ولكنه منهج الحياة حسب القوانين التي سنها الله لخلقه ، وما عمله الأسمى سوى التوفيق التام بين الوجهتين الروحية والمادية في الحياة الإنسانية. · الخطأ الأساسي في التفكير الأوربي الحديث ، حينما يعتبر التزيد من المعرفة المادية من الرفاهية مرادفا للترقي الإنساني الروحي والأدبي. · إن الإسلام لم يقف يوما ما سدا في وجه التقدم والعلم ، إنه يقدر الجهود الفكرية في الإنسان إلى درجة يرفعه فيها فوق الملائكة | |
|